الاثنين، 20 أكتوبر 2008

(( مذكرات مخبول 3 )) أثر الجرعة على الروتي ابو صندوق

مذكرات مخبول3
أثر الجرعة على الروتي أبو صندوق
حان وقت العشاء ومساك الله بالخير أيها الروتي أبو صبع .. معي لك الله إنك تشبه (( الكعز )) اليابس وأستغفر الله شكلاً ونوعاً وكماً ووزناً لا مقاماً والعياذ بالله مع فارق الوجبة الغذائية الكاملة لصالح الأخير بطبيعة الحال لخلوِك أيها الروتي المسخوط المملوط من أية قيمة غذائية وبروتينات ونشويات وأملاح وسكريات ومواد عضوية كاملة وبوتاسيوم ومغنيسيوم وبوليك وحديد ونشارة خشب وخلافه ، ما يعني إنك زي قلتك ولا تشفع ولا تنفع مع أننا ندفع فيك دم قلوبنا وكل يوم يزيد سعرك فلا مسئول أنصفنا ولا دولة وحكومة أعتقتنا ولا تاجر يخاف الله رحم حالنا ، وما بقي معانا غير الله وإنته أيها الروتي وسقا الله أيامك الخوالي لما كنا نسميك (( أبو صندوق )) وكنت صندوق بحق وحقيق تدخل البطن شامخ الهامة وترزع أبوها رزع من الصبح لما الغداء (( رحم الله أيامك )) .

قرأت موضوعاً قبل أيام لأخي وإبن عمي الكاتب (( سعدون )) تحدث فيه عن (( الكؤنون )) وفوائد الكؤنون عند فخامة البقرة (( الهائج )) وكيف أن جداتنا الأول كن يعركن هذه العجينة العجيبة المكونة من نخالة الطحين حتى تصير عجينة لينة لتحشرها في فم البقرة حشراً حتى تشغل نفسها باللعيص وتهدئ من قلة الأدب ، لتجد فخامتها متعة لا تعادلها متعة وكأنك تقدم لها هدية عبارة عن شنجم أبو حربه .

أثار شجني هذا الكؤنون وأنا أتخيله بين شدقي بكل فخر وإعتزاز متخيلاً طفولتي البريئة وأنا أسابق البقرة المدلَعة على أكل (( العصارة )) وهي بقايا وفضلات السمسم (( الجلجل )) وما ألذ طعمها وقت الجوع . سقا الله زمان وأيام زمان فلا نحن اليوم حصلنا على الكؤنون ولا على العصارة ولا حتى على الكعضول فقد سبقنا إليه حمران العيون وصدروه للخارج ، وأستوردوا لنا بديلاً عنه مواد كيماوية منتهية الصلاحية مسرطنة ، وحرمونا من كل طيبات الأرض (( لا بارك الله فيك ياوزير التجارة والتموين )) .